‘معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ‘ قرأن كريم :: ملاحقون من قبل حماس يشتكون صمت قيادتهم ويسألون الى متى هذه المعاناة ..؟
/ خاص / يعيشون دون جدولة كثيرة لأيامهم ، فقد أختصرت عليهم حركة حماس ، عناء العمل وإعداد برنامج اليوم ، فمجرد إستيقاظهم ما عليهم سوى غسل الوجه وتنظيف الاسنان وتناول وجبة إفطار سريعة ، اذا سمحت لهم ساعة الوقت ، لتأخذهم سيارات الأجرة الى مراكز توقيف أمن حماس في غزة .
هؤلاء ليسوا خارجون عن القانون بجناية او جريمة او انتهاك فاضح ، وكل ما في أمرهم أنهم انتموا الى حركة فتح ، وأمنوا بكفاحها ، وعاشوا نضالهم من أجل عدالة قضيتهم ، فمنهم من أصبح أمين سر لإقليم ومنهم من أصبح قيادياً في الحركة له دوره ، ومنهم من وصل للصف الكفاحي في حركته لدرجة أن تكون عين حماس عليه ، وتهمتهم واحدة ، الانتماء للفصيل الذي قاد الثورة الفلسطينية طيلة الحقبة الماضية وأسس مع منظمة التحرير الفلسطينية السلطة الوطنية على ما تيسر من فلسطين التاريخية عام 1994 وقاد بعدها مؤسسات السلطة وأجهزتها الأمنية وحكوماتها وفق ما جاءت به ظروف القضية الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو .
وهؤلاء بعد إنقلاب حركة حماس لم يعثروا على سبب واضح لخروجهم من بيوتهم تجاه الشرق او الشمال ، فبقوا على أمل أنهم ينتمون لحركة ليست كلها في عين حماس ‘ ضدهم ‘ ولم يتوقعوا يوماً أن يتحولوا أداة ضغط على الرئيس ابو مازن والدكتور فياض لتبيض سجون الضفة الغربية من منتمي حركة حماس ، بل توقعوا الأمن في بيوتهم ومدنهم ، لطالما إلتزموا الصمت حيال ما يجري من تجاذبات مع قليل من النشاط المسالم في تنظيمهم من رعاية ومساعدة ابناء وأسر الحركة في قطاع غزة ، وهذا لا يحّرمه قانون بشري او يلغيه نظام حكم حتى لو جاء بإنقلاب عسكري .
هؤلاء الذين غدروا بهم أبناء جلدتهم ، يعانون من جديد وضع لا يمكن تحمل بقاءه على هذا الحال ، ويرفعون مناشداتهم الى كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض وقيادة منظمة التحرير وقيادة حركة فتح التي ينتمون اليها، لكي يجدوا لهم حلاً مع حركة حماس .
ويعرض (أمد) لهذا الملف بعد أن أصبحت أوراقه ثقلاَ لا يحتمل في نفوس الناس بقطاع غزة :
السيدة رحمة وهي ناشطة في حركة فتح وتمارس نشاطها الاجتماعي في جمعية خيرية ، استولت عليها حركة حماس ، ولكن ما يصلها من معونات للفقراء والمساكين والأيتام تقوم بتوزيعه وفق الأصول ، طلبها أمن حماس الداخلي ، وفتحوا تحقيقاً مطولاً معها ، وسجلت ضمن قائمة المراجعات اليومية ، وعلى نظام ‘ الكعب الداير ‘ سجلت حضورها في جميع مراكز تحقيق أمن حماس في قطاع غزة ، حتى استقر قرار ضابط أمن المراجعات وأمير الاستدعاءات أن تراجع كل يوم في مركز أمني لحماس في المنطقة الوسطى بإستثناء يومي الخميس والجمعة وهذان اليومان ‘ هبة ‘ من حماس للأخت !!!
تقول رحمة لـ (أمد) :’ لم تفتر همتي من جراء ما تفرضه عليا حركة حماس وأجهزة أمنها ، ولن تنكسر عزيمتي ، فأنا لست أعز من الشباب الذين قتلوا في شوارع غزة بدون ذنب ، او من الذين بترت سواعدهم وأقدامهم ، لمجرد أنهم ينتمون للأجهزة الأمنية ، أنا لست أفضل من أحد ، ولكن أقول بمرارة بالغة ، وهذا ما يجرح القلب ، لماذا قيادتنا صامتة لدرجة التجاهل ، وهل البيانات التي تستنكر وتخرج من ناطقي حركة فتح ، حركتنا ستخفف عنا ما يقع علينا من إهانة وابتزاز نفسي ومعنوي ، لماذا الرئيس ابو مازن يتجنب الخوض بموضوعنا وكأننا مجرد أرقام وخبر بدون تفاصيل على شاشة تلفزيون فلسطين ، ومجرد معلومات تؤرشف في رام الله ؟ لماذا كل هذا الاستهتار بنا وبما نعانيه ، وهم يدركون تماماً أن حركة حماس إتخذت منا ورقة ضغط على الحكومة والرئيس عباس ، من أجل معتقلي حماس في الضفة ، ولكن ما يحدث لبعض الاخوات في حركة فتح لا يمكن تحمله او تجاهله او القفز عنه ، فبعضهن يتعرضن لإبتزاز رخيص ، ويطلب منهن أن يتحولن الى جاسوسيات ، ليحشرن بين نشطاء حركة فتح ، ويمولن أجهزة أمن حماس بكل معلومة عن الحركة ، وغيرهن الواقفات على سيف الحدث لا يتحملن كل هذه المراجعات والسجن بغرف معزولة بدون تهوية او نور ، ولا لقمة تقوي أصلابهن ، ومن الساعة التاسعة حتى الرابعة العصر ، وهن غارقات ببحر من التساؤلات ، لماذا كل هذا الذي يحدث لنا ؟ ‘.
وتضيف رحمة التي وصلت بيتها قبل دقائق :’ أخذت أجهزة أمن حماس إجاباتها على الاسئلة التي طرحتها علينا ، ولا جديد تضيفه بملفاتها ، ولكن استدعاءنا بشكل يومي رسالة للقيادة في رام الله ، وأن كنا لا نشكل الكثير من اهتمام قيادتنا في هذه الحالة خاصة ، إلا أننا عرفنا ما معنى أن يدفع الانسان فاتورة باهظة ليس له فيها من سابق ذنب ، لذا أناشد الرئيس عباس واللجنة المركزية لحركة فتح ، ومنظمة التحرير الفلسطينية ، أن يأخذوا وضعنا ووضع أخواننا من الفصائل الأخرى بجدية أكثر ، ونستحق لما نتحمله من معاناة اجتماعاً خاصا للثوري و المركزية ، وليكلف أحد اعضاء المركزية لمتابعة أوضاعنا وإيجاد طرق حل أو توفير ظروف إنسانية مقبولة اذا بقينا على هذه السياسية الشيطانية ‘.
والد قيادي في حركة فتح يستدعى يومياً لمقر أمني في جنوب القطاع ، بعد أن تعرض للتحقيق والسجن لمدة أسبوعين ، وسحبت منه أوراقه الثبوتية وسجل أسمه ضمن القائمة السوداء والمحظور عليها السفر بأي تجاه كان حتى لو كان زيارة بيت الله الحرام ، يقول هذا الأب والذي علم من الشرع والدين ما يقدره على الفصل بين التعصب لحزب وصدق الانتماء لله والاسلام :’ أن ولدي ذنبه الوحيد أنه دكتور في الجامعة ، وابن حركة فتح منذ طفولته ، اعتقل لدى الاحتلال سبع سنوات ، في الانتفاضة الأولى ، وخرج ليكمل دراسته وبعدها ليحاضر في جامعة من جامعات قطاع غزة ، علاقاته قوية مع الجميع ، ولم يدخل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية ولم يعمل فيها ، عمله حصر في النشاطات التعليمية والتربوية والإجتماعية ، وأن اعلن رفضه لواقع الانقسام مرات كثيرة ولكنه لم يغلط على أحد او يتطاول بلسانه على أحد ، بل الجميع يحبه حتى من قيادات حركة حماس ، لا أدري ماذا جرى لتستدعيه حماس وتعتقله فجأة وبدون سبب ، وتتهمه بالاتصال برام الله ، وهذه بنظري ليست تهمة فشقيقه في رام الله ويتصل به ليطمئن عليه وأصدقاؤه في رام الله ، وأن كان بعضهم قيادات في الحركة ، ولكن هل هذا يستدعي سجنه وحرمانه من السفر ،واستدعاءه بشكل يومي وتوقيفه من الساعة التاسعة صباحاً للسابعة مساءاً ؟ لا أظن أن الله سبحانه يقبل بهذا لأنه تعالى شأنه علم البشر حتى قبل الإسلام أن المعاقب صاحب ذنب لا يتحمل ذنبه غيره ، وعلم نبيه يوسف عدله عندما قال : ‘معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ‘ وهوسبحانه الذي قال في محكم التنزيل :’ كل نفس بما كسبت رهينة ‘ فلماذا حركة حماس التي تدعي الدين والاسلام وحراسة العقيدة وحمل لواء الفضيلة ، تنتهك حرمات الله ،وتتجاوز حدود الله ، بملاحقة وتعذيب واضطهاد أبرياء لم يرتكبوا ذنباً ولم يعتدوا على غيرهم .. هل فتحت حماس لحقدها كل هذه الجرأة لتعتدي على الاسلام الحنيف بتعذيب وقهر عباد الله الذين دخلوا شهادة أن لا إله إلا الله ،وعصموا بذلك دماءهم وحفظوا كرامتهم ، والله أني لخصمهم يوم الدين ، وأنا في نهاية عمري ، وعلى الرئيس ابو مازن أن يشعر بنا وبأوضعنا النفسية المعنوية التي وضعتنا فيها حركة حماس وأقول لقيادة حركة فتح كفى عدم مبالاة والاستكفاء ببيانات لا تثمن ولا تغني من جوع ‘. وحتى يصبح الاعتقال السياسي عملاً قبيحاً ونرجع الى سكة المخلصين لقضيتنا العادلة ، نوجه التحية لكل من راحت حريته في غرف مظلمة دون مبرر إنساني ، سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية ، وربما يخجل البحر وتخجل الجبال من الابتسامة في وجه سجانين وطنهم ..!!!.
Filed under: غير مصنّف | Leave a comment »