القدومي لا يعلم لكن المصالحة لن تتأثر قرار مفاجىء للرئيس بتعيين مدير جديد للدائرة السياسية

بسام البدارين: أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس سياسيا في قراراته الإدارية مؤخرا رصاصة الرحمة بصفة رسمية على آخر معقل من معاقل منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج حيث قرر تعيين الدبلوماسي الفلسطيني سعيد أبو عمارة مديرا عاما للدائرة السياسية التي انتقلت عمليا وإداريا بالموجب إلى المجمع الجديد في مدينة رام ألله لينتهي معنويا وإداريا وجود الدائرة السياسية بالخارج.

وأبو عمارة سبق أن شغل موقع وكيل وزارة الشؤون الخارجية قبل سنوات وبموجب القرار الإداري الطازج والذي تم الإعلان عنه في موقع العهد الإلكتروني الرسمي أصبح مديرا عاما للدائرة السياسية التي يترأسها عباس شخصيا منذ سحبت صلاحياتها عام 2009 من مؤسسها ورئيسها العريق فاروق القدومي.

وتم إبلاغ السفارة الفلسطينية في تونس بنص القرار الجديد الذي يعني ماليا وإداريا انتقال جميع مهام وأعمال وشؤون وكادر الدائرة السياسية التي لم تعد قائمة في الخارج إلى المكتب الجديد برئاسة أبو عمارة.

وبهذا القرار ينهي عباس بشكل جذري اللغط حول احتمالات عودة صلاحيات الدائرة السياسية او اي جزء منها للقدومي بعد المصالحة الأخيرة التي جمعتهما، كما تنتهي بالقرار جميع عناوين منظمة التحرير التي كانت موجودة في الخارج من الناحية الإجرائية والإدارية والتنظيمية.

وكشف مصدر فلسطيني عن تعليمات الرئيس عباس بأن تتجمع المكاتب الممثلة لما تبقى من مؤسسات منظمة التحرير في المبنى الجديد الذي افتتح باحتفال رسمي في مدينة رام ألله حيث سيمارس أبو عمارة مهامه الجديدة في المقر المستحدث مع مقر خاص برئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون’ابو الأديب’ الذي يقيم في مكتب رئاسة المجلس في عمان ويقضي الكثير من وقته في رام ألله.

وفي السياق لا يتبقى بعد الإجراءات الأخيرة كعناوين للمنظمة في الخارج سوى بعض أعضاء اللجنة التنفيذية المقيمين بالخارج مثل فاروق القدومي الذي اتخذ القرار الأخير بدون إطلاعه او علمه او التشاور معه او حتى إبلاغه حسب المقربين منه رغم اللقاءات التي جمعته بعباس مؤخرا.

ولا تتوقع المصادر الخبيرة ان يؤثر تعيين أبو عمارة على المصالحة التي يرغب الطرفان عباس والقدومي بإتمامها لأسباب سياسية تخصهما على الأقل في الفترة الحالية. ومن المرجح ان ملفات الدائرة السياسية الدبلوماسية والمالية والبشرية والإدارية ستنقل لاحقا لمكتب أبو عمارة الجديد.

وفي غضون ذلك يدعم عباس عن بعد محاولات يشكك كثيرون بنتائجها لتفعيل المؤسسة الجديدة المستحدثة والتي سميت بالمجلس الإستشاري الذي يضم نخبة عريضة من الحردانيين الذين أطاحت بهم إنتخابات المؤتمر الحركي الأخير المنعقد في رام ألله. وعليه وقع الإختيار على عضوين في المجلس لتولي مكتب الرئاسة المؤقتة للإستشاري وهما محمد الحوراني وسلوى أبو خضرة والأول سبق ان عمل سفيرا لفلسطين في الجزائر لكنه طلب نقله لرام ألله بعد سنتين وعين في مكانه السفير السابق في تشيلي والجامعة العربية حسين عبد الخالق.

القدس العربي

أضف تعليق